التدرج في وسائل دعوة النبي صلى الله عليه وسلم
Abstract
التدرج سنة الله في خلقه، فهو سبحانه وتعالى خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة
أيام ثم استوى على العرش، على الرغم من مطلق قدرته سبحانه وتعالى التي تقول للشيء كن فيكون
"إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون"، وكما تدرج الله عز وجل في الخلق والإيجاد تدرج
في الأحكام والتشريعات التي ألزم الله عز وجل بها عباده، وذلك على نحو ما فعل في تحريم الخمر،
التي حرمت على ثلاث مراحل حاكماً القرآن الكريم، ومن ذلك نزول القرآن منجماً حسب
الأحداث والمناسبات، وتتجلى هذا الأمر واضحاً في أركان الإسلام، حيث فرض الله عز وجل
الصلاة على عباده بعد موسع فترة من التوحيد، ثم فرض الصيام، ثم الزكاة والحج، وهكذا
في سائر التكاليف الشرعية التي نهينا الله عز وجل عنها مراعاة لطبائع البشر وما جبلوا عليه
والطبيعة البشرية التي خلقها الله عز وجل وسواها وألهمها رشدها وتقواها ألا يعلم من خلق وهو
(1) اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ.
						
							
